من منا لا يرتدي القناع
كل منا يرتدي قناعين
أحدهما هو الوجه الذي يظهر به الشخص أمام الاخرين ويكون هو المستخدم بين باقي الناس
هذا الوجه يحمل ما يتمنى الشخص ان يراه الناس فيه ويحتوي على معظم الصفات الجيده التي يعجب بها الناس وقليل جدا من الصفات السيئه التي لا يستطيع صاحبها السيطره عليها واخفائها وبالتالي لا يخجل صاحبه من اظهاره مما يؤدي الى ظهور هذا الشخص كمثال يحتذى ومضرب للمثل وتحيطه كلمات الاطراء والامنيات بان يصبح اكثر مما يظهر به حتى يصل الى قرب الكمال
اما الوجه الاخر فهو الوجه الحقيقي للانسان والذي يجمع كل الصفات الجيده احيانا والسيئه دائما
هذا الوجه يحاول صاحبه اخفاءه بشتى الطرق حيث هناك شبه اقتناع ان ظهور هذه المساوئ تؤدي الى خساره من حوله لما يحويه هذا الوجه من صفات يخجل الشخص نفسه من ظهورها
ويكمن ظهور الشخص بمظهر المتميز بمدى قدرته على اخفاءه لحقيقه مساوئه
ربما لا يقتنع عدد كبير بهذا الكلام ويروا - ومعهم الحق - ان هناك الكثير والكثير ممن انعم الله عليهم بالشخصيه الجذابه والتي لا تجد مبررا لاخفاء عيوبها لصغر هذه العيوب حيت تكون مزايا الشخصيه وايجابياتها طاغيه على مساوئها
لكن حتى هؤلاء لا يرغبون في وجود نقطه سوداء - ولو كانت غير مرئيه لكثير من المحيطين - ان تشوه الثوب ناصع البياض
على الجانب الاخر هناك قليل من الاشخاص لا يلتفتون الى مثل هذه الحقيقه وبالتالي لا يكترثون كونهم منبوذون من المحيطين حيت يكون هناك عدم ادراك لفداحه هذه النظره الاحتقاريه المحيطه بهم ممن حولهم فلا ينتبهون الى حتميه اخفاء عيوبهم
ولذلك يظهر هناك انواع عديده من البشر منهم من استطاع اخفاء مساوئه واظهار مميزاته ومنهم من لم يستطع ومنهم من لم ينتبه اصلا
وبالتالي يظهر الكثير منا وهناك جانب غير ظاهر من شخصياتهم ولكن بمرور الوقت لا نتحمل اخفاء الوجه الحقيقي فيظهر ما حاولنا كثيرا اخفائه ويصبح قرار المحيطين بين اختيارين
اما التغاضي عن هذه العيوب طالما المجمل جيد وتستمر الحياه بمعطيات جديده
اما الا يستطيع من حولنا تقبلنا على عكس ما عرفونا به او حتى تغيير طفيف ف الشخصيه ويكون الفراق
والى هؤلاء الذين لا يستطيعون تقبل الاخرين على حقيقتهم اتذكر أُثر عن السيد المسيح عليه السلام قوله الذي ظل يتردد كلما كانت هناك مفارقة أو مغالطة « من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر
قبل ان ترفض الاخر لمجرد ظهور جانب من شخصيته لا تستطيع التأقلم معه
انظر الى نفسك اولا
وستكتشف انك قبل هؤلاء ترتدي نفس القناع